الأحد، ٣٠ ديسمبر ٢٠٠٧

دعـــــم الرغيف ..أم دعــــــــم مجتمع ..!!؟

وقفت الحكـــومة لتشرح -متمثلة في رئيسها الموقر- لأبنـاء هذا الوطن ..أو" للشعب" ..ما حققته وما هي بصدده من انجاز وعمل دؤوب من أجــل صالح هذا الشعب المسمر أمام الشاشات مترقباً ما سوف تحن به عليه من قرارات ..
وبعيدا عن البحث في كم الانجاز والأرقام التي ذكرتها الحكــومة ..اتضح لي -كمواطن مسترخي على كرسيه -أن الدولة لديها أزمــة ثقة "غير رسمية" ..فتحول الحوار المطروح إلى طلب المشاركة والتعاون الذي بدوره تحول "مع طول فترة البيان" إلى شيء ما قريب من " الاستجــداء" ..وهنــا كان لا بد من الوقفة ..أو بالأحرى "جلسة " على كرسيينا لنبحث معا عن السبب وراء هذا الحوار..
دائما ما كنت أتساءل : لماذا لا تعمد الدول-كل الدول- لموقف الحكومات العربية ..من تغييب المواطن عما يدور حوله من سياسة !!؟.
وبنظرة فاحصة لخطاب اليوم ستجد أن سياسة الابعاد تلك عن بواطن السياسة ..أدت إلى تفشي الأمر واستفحاله ..حتى طال أمورا أخرى بعد -القضاء على الوعي السياسي -..فاندثر الوعي "ثقافـيـاً" .."صحياً" .."وأخيرا وليس آخرا " اجتماعيــاً".........
ولعلنـــا قد نكتفي بالأثر" الاجتماعي" تلخيصا لكل ما يعود بالاثر على سابقيه ..وكذلك لأنه كان محور الاهتمام كما يتضح لمتتبع لغة الحكومة ليس في خطاب اليوم بشكل خاص ..وإنما في ما يصطدم بوجهك في لافتات الشوارع واعلانات التلفزيون ..وفي كل مكان.
أصبحت الحكومة اليوم هي من تنادي للمشاركة ..أصبح الهاجس الحكومي بعث الهمة والنشاط من جديد داخل المجتمع الذي صار مهلهلا..
وللمساهمة في ذلك تطرقت الحالة "التجديدية " إلى أمور تعود فوائدها على الآثار الاجتماعية .."واستحضارا مني لكل أصحاب التوجه التشاؤمي" لنفترض أن الحكومــة لا تبتغي راحــة المواطن الكادح كما اعتادت أن تتشدق في جولاتها المتتابعة ..
هذه المرة يتضح أنها في مأزق حقيقي ..لأنها اليوم تفتقـد أكثر من مجرد سلطــة ..تفتقد "أمـــــة" ..ولربما أفقدها جزءا من مشروعيتها أمام نفسها فأي الحكومات تلك التي لا شعب لها ..
وإذا عدنــا إلى أحــد محاور الخطاب الحكومي ..نقف مطولاً عند الإشارة الواضحة إلى "أخلاقيات الشعب الأصيل " وتكرارها أكثر من مرة..
في نبرة اكتستها زفـرات الترحّم والذكريات المختفية خلف الكلمات ..
لننحي الحكومة جانباً لبرهــة ..ولتذرف دموعها بعيدا عنّــا ..ولكننا لن نكتفي بمتابعة ما ستؤول إليه جهودها من فوق جسور معلقة ..
الفكـرة التي تعتصر الذهن حاليا ..أين هو التحرك الاجتماعي ..؟؟ وأين ما كان ينتشر من العمل الأهلي الذي لا تخلو منه أي دولة مهما بلغ تقدمها ومهما وصلت من التطور والرقي ..لأن المشاركة الأهلية لا ترتبط بقوة الدولة ..بقدر ما ترتبط بقوة "مجتمع"..
قد يرى البعض أن المجتمع لا يخلو من مظاهر التكافل والمشاركة ..ويعزو آخرون عدم لمس الموضوع بقوة إلى التطور السريع الذي جعل عجلة الحياة تدور دون أن تترك مجالا -كما كان قديما- لأن تكون هذه المشاركة بالشكل المتعارف عليه..
وللرد على ذلك نقول إن مظاهر التكافل كانت أقوى في ظروف أحلك من هذه ..وأكثر أزمات البلاد اقتصادية في أزمان مختلفة ..كما أن التطور الذي يلحق بنا ..هو نفسه إن لم يكن أقوى ما يدفع أماكن أخرى لم ينس أهلها هذه الروح..
ولا تنحسر المساهمة الأهلية في البذل المادي ..دون متابعة الأهداف التي من أجلها تم هذا البذل..
ولا يقتصر الوضع على القادرين ..فكل يعمل على قدر سعة يده ..لكن غياب الثقافة الاجتماعية ..ولّد لدينا شعورا بأن العمل الاجتماعي يجب أن يكون قاصرا على فئة معينة" مقتدرة" ..ولصالح فئة أخرى ..كون الحياة كلها باتت " مـادية"..
أمـا الأمور والحقوق العامـة فهي من باب واجبات الحكومة التي دائما لا تقوم بأداء ما هو منوّط بها ..
وتمضيي العجلـة ..والسباق من مرحلة..إلى أوسع منها ..!!!
لقد تخمرت لدى المواطن فكرة توارثها مقتضاها أنه "مكفول " من قبل طرف آخــر ..-ولا نعني هنا المعنى المتعارف عليه في دول شقيقة - فالمواطن له حق توفير الصحة والتعليم والعمل والزواج و....الخ من متطلباته التي يتذمر من عدم قدرة الدولة على تحقيقها..
ونسي أن الحق هنا حق متبادل ..فكما أن هناك ضريبة الدم المبذولة في الجهات العسكرية ..هناك ضرائب أخرى عديدة نستطيع بعدها مساءلة الحكومات كما نريد ..
فقد نسينا أن الشارع الذي نحن فيه له ضرائب احترامه والمحافظة عليه ونظافته ..
نسينــا أن الموظف يجب أن يحترم المكان الذي ينتمي إليه كضريبة الانتماء إليه ..وأن يبذل جهده قبل أن يسأل عن حقوقه ومعاشاته..
حتى التعليم لم تصبح له بل الأهمية بعدا فرغ جيلاً نمدحه حين نصفه "بالأمية"..
ضريبة الجار ..ضريبة الصداقة..ضريبة مجتمع بأسره تنتمي إليه ..ولست هنا أشير لأي مبادرات "مادية بحتة"..
صحيح أن الحكومة لا تفي بوعودها وهذا ليس بغريب عليها ..إنما الغريب أن ندخل معها في عناد ونحن نعلم ان الضحية الوحيدة هي كيان ..وبلد ..ومجتمع لا يحمل من الحياة الاجتماعية حاليا ..إلا الاسم فقط..
ربما كان السبب أن من طباعنا أننا لا نعرف التوسط في الأمور ..فإما الرد العدواني والصوت الحنجوري بلا أي طائل ملموس..
أو السكينة والخمول والتسليم بقضاء الله الذي قال " إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتّى يُغَيّرِوْا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "

كم كنت أودّ لو كان لنا عين بمحاسبة الحكومة على ما تقوله ..وأن ترتفع أبواقنا منددة بموقفها من قضايا مختلفة ..
لكن خجلاً يمنعني أن أتحدث نيابة عن شعب أرادوا سلب إرادته..فتنازل عن"الروح"...!!!

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بصراحه الواحد ما بقاش عارف مين الصادق يا أحمد
او بمعنى أوضح فين الصح فى ده كله و ايه الى فى مصلحة الناس..
كلام كتيييييييييييييير... بلا بلا بلا بلا

عمنا قال:
سلام سلام سلام سلام ... سلام

كلام كلام كلام كلام ... كلام

هز الورق يا صاحبي كدهــــوه

يطلع كلام سلام .. و سلام كلام

عجبي !!!!

و كمان قاال:

و لو اتضنيت و فنيت وعمري انفرط

مش عاوز الجأ للحلول الوســـــــــط

و كمان شطط و جنون مانيش عــاوز

يا مين يقول لي الصح فين والغلــــط

عجبي

Samra'...

انتهيــت من القـــراءة ..استمع الآن !


بطـــل الحــــرب ...والســـــلام