الجمعة، ٢٥ أبريل ٢٠٠٨

لازلت أحاول أن أصنــع من آلامي ....آمالاً..!!

زادت في الاونة الأخيرة نبرة الصوت المنادية للتحرك ونبذ السلبية والتخاذل ..ومن الواضح أن هذه النداءات آتت أكلهاعلى كثير من الأصعدة ..رغم العديد من التحركات المناوئة لها ....إلا أن الصوت بدأ في الارتفاع أكثر فأكثر..لكن الملاحظ هنا أن الذي يحدث لا يعدو عن كونه "رد فعل " ..لن أفعل مثل البعض وأصفه "بالغوغائية"..أو عدم الجدوى ..!!ففي هذا اجحاف بجهود مبذولة ..ورؤى -إن لم نتفق معها -فلا نبخسها حقها..واذا كنا نرى في التحرك بعضا من المبالغة ..فلا يجب أن يكون رد فعلنا نحن أيضا في ذات الاتجاه من المبالغة..لكن السؤال الذي من المفترض أن يكن محل نظرنا هذه اللحظــة ..كيف من الممكن تحويل مجرد رد الفعل إلى "نسق منظم" ..وهدف مرئي..؟؟
بالطبع لن أستطيع الخوض في الأسلوب العلمي..أوالمنهج المفترض بأسلــوب المحللين ..لسببين أساسيين ..أولهما : أن بحثا صغيرا في أي من "محركات البحث"سينتج عنه كم هائل من المواضيع المتخصصة ...والتي اضطلع بها أحــد الكتاب المرموقين أو المحققين الذين أفنوا عمرهم في المجال..أما السبب الآخـرفهو أن الموضوع الذي نحن بصدد مناقشته ..وهو الأهم للقارئ ..لا تمثل فيه التجربة السابقة سوى مثال ..ومنطلق لبدء الحديث عن التجربة الأكب
ر.. والتي هي .."الاستفادة من الألم"..
دأب المفكرون على مختلف الاتجاهات ..والعصور ..على تحليل مدى ارتباط الألم ..بمسيرة الانسان ..ويحدو الأمر بالبعض إلى القول أن " الآلام هي ماتصنع المستقبل"..بدايةً لم أستوعب القضية ..لكن كما قالوا أيضا فإن "التجربة هي خير برهان" ..
وبالعودة إلى قضية "الألم"..فإن التجارب التي تمضي في حياتنا .."الخاصة والعامة" ..قد تتجه بنا نحو طريقين لا ثالث لهما ..فإما تكون سببا لليأس ولاحباط ..والاتكالية والانتظار للفرج الذي لا يلقي لنا بالا وهذا الشق هو المنتشر بيننا ..وإمــا تكون "آلامنا" مدعاةً للتجربة من جديد ..والمثابرة ..والأهم من كل هذا المصارحة مع النفس ..
لماذا "مصارحة النفس" بالذات ..بكل بساطة ..لأنها تدعو قبل مواجهة الصعاب والمواقف ..إلى الوقوف على مآثر و كذا عثرات النفس ..فالنفس البشرية بطبعها ..تواقة إلى التغيير إلى الأفضل ..إلا انها لا تتجه له بسهولة .وإن اتجهت فإنها لا تطيقه أو تتحمله في بدايته
..لكنها سرعان ما تعتاده ..ويصبح الحال الجديد جزءًا لايتجزأ من كيان المرء..وبذلك تكون "مصارحة " الذات ..هي الخطوة الأولى والأهم نحو "مصالحتها"..

ومن ثم تصبح مرحلة" الألم"هي المنطلق الحقيقي نحو الهدف..
ربما كنا كجيل لم نقع تحت وطأة العديد من المتغيرات التي تصقل الذات ..وتجعل من عودها صلداً..لذلك كانت أولى المواجهات مع المصاعب ..هي القشة التي تقصم الظهر ..مع أن المفروض أن تلك القشة تكون زائدة فوق أحمال كثيرة ..لكننا لم ننتظر وصول الأمر إلى هذا الحد فكانت تلك "القشة" ..هي غاية ما يمكن أن يمثل عبئا لا يطاق .ولا يحتمل..!!
ومخطئ من يتصور أن التغيير الذي يطرأ عليه ..أو أن التحرك إلى نقطة أفضل هو نهاية المطاف ..بل هو مجرد بداية لصفحة جديدة ..فالمشكلة أننا نبحث عن النهايات السعيدة ..لكن غاب عن بالنا أنها قد اختفت حتى عن "أفلامنا"..وما
دامت قوارب التجربة تبحر بي فسأظل انهل من مياه كالملح الأجاج..مستقبلا يوما تشرق فيه الشمس على مياه عذبة صافية ..يومها سأعرف أنني قد بدأت ....أتعلم!!

انتهيــت من القـــراءة ..استمع الآن !


بطـــل الحــــرب ...والســـــلام