الأحد، ٢٣ ديسمبر ٢٠٠٧

"بـــلاك تيــما"..أفلتــــــوا زمــــام المجنـــــــون ... فكـــــــان سعيـــــدا

من أجمل اللحظات التي أتحينها بين حين وآخر تلك التي أقضيها متأملا على هذا الكرسي لأطرح - بيني وبين نفسي - أفكارا تتجمع بسلاسة لتسيل أخيرا -بعد الترتيب- على الأوراق أحبار تتآلف فيما بينها مشكّلــة هذه المقالات ..
لكن أصعب ما يمكن أن أمــر به في هذه الأثناء أن تظل ذكرى حادثة ما عالقة في ذهني لفترة طويلة ..وتأثيرها على تجميع الأفكار يظل مستمرا حتى أنني أخشى أن تنصبغ الأفكار به ..وتخرج عن السياق الذي من أجله أكتب..
لكنني اليوم -ولأول مرة-لم أحارب هذه الحالة..بل إنني قد أستدعيها مراراً وتكــرارا وفي مقالات لاحقة كلما استدعى المجال لذكرها..
ذلك أن الأمــر لم يعد مجرد ذكرى لحادثة ..أو مجموعة أغانٍ لم أستطع كبح نفسي عن ترديدها ..
لقد بــات الأمـر بالنسبــة لي "نجــاح فكـرة" عايشت العديد من ظروفها ..وأحداثها ..بل وصعابها ..ومررت مع أطراف القصة باليوم السعيد ..والحظ العنيد ..فكان نتاج ذلك ما شاهدتــه أمام عيني وفي عيون من حولي من عصارة المجهود والعرق المبذول في سبيل انجاح الفكرة..
فكل قصصنا كانت فكرة..
بل ان حياتنا كلها ليست أكثر من مجرد "فكرة " ..اذا اُستغلت جيــدا كان الطريق المتعارف عليه نحو النجاح..
والفكـــرة ليست ســوى" طفلة "..ليس علينا سوى أن نوليها الرعاية و والاحتضان الكافي ..
و"بلاك تيما " أحــد هذه الأفكــار المستمدة من صرخــة أطلقها الشـارع ..متمخضــاً ومعلناً ولادة فريق جديد ..وشكــل جــديد لهــذا الجيل..
Free Image Hosting at www.ImageShack.us
حقيقةً لست هنا لذكــر ظروف وملابسات إنشـاء الفريق ..ولا لسرد تفاصيل الأحداث التي صاحبت مشوار أعضاءه..
ولكن ربما سأكتفي بذكــر ما مر أمامي أثناء استمتاعي بحضور آخــر الحفلات التي شدى فيها "الفريق" بأجمل ما لهم ..وبأروع الحالات التي يمكن أن يكونوا فيها..
ما رأيته بالأمس كيف أن الطفــلة الذي شهدت ولادتها ..بــاتت سيـدة فائــقة الجمـال..
ما رأيته يقول انه لم يعد بالامكان ايجاد الأعذار لأي هفوة بعد الآن ..فقــد حان وقت المسؤولية الحقّـــــة..
ما رأيته كان رسالة لكل من عاصروا الحــالة -مثلي- بــأن النجــاح الذي لا يسبقه احباطات ..ليس بالقوة التي يمكن بها أن يستمر..
كانت من أصعــب المراحل على الفريق تلك المرحلة التي كان عليهم فيها ايجادهــوية لهم ..
كان عليهم ان يصلوا بأنفسهم ..وأن يشرحوا مضمونهم للجمهور ..
كل هــذا كان قبل حتى أن يبدأ الناس بترديد الأغاني .
واختاروا الطريق الأصعب ..والمجازفة ..و المحاولة "التي عُدّت مستحيلة" بالدمج بين الروح العصرية ..والمضمون الجيــد..
في البداية كانت الحالة صعبة على الناس..صحيح أنه سبقتها تجارب عدة..لكن هذه التجربة مختلفة ..وهو ما زاد من صعوبة المهمة ..
ولم تزدهم هذه الاحباطات الا عنادا ومثابرة..
مشكلتنــا أننا لم نواجــه تلك الصعاب التي تختبر صلابة ارادتنا إلا في مرحلــة متأخــرة ..كانت النفس فيها قــد تعودت أن الحياة ليس فيها إلا كل شيء جميل ..فأدى ذلك بنــا أن توقفنا عند أول معبر ..لم نكلف أنفسنا عناء إبراز هويتنا..!! لم نمنح الظروف الفرصــة لأن ترى سواعدنا مشمرة استعدادا للمواجهــة ..فبدلا من ذلك رأتنا نرتــــد القهــقري ..ونعطي ظهــرنا لها .. ظنـّـا من العديد أنه ربما حنّت ورقــت لحالنا وتنادينا رأفــة لتعيد أحلامنا معطرة ومغلفة بالورود والرياحين ..!!
وهـــــــذه هي الآفــــــــة التي تتغلغل في عقولنــا ..وتسكــن أرواحنـا..
نسينا أن الظروف لاتلين أبداّ ..حتى ولو لانت عزائمنا..ولا تهوّن من نفسها ..حتى ولو هانت علينا أنفسنا ..وأحلامنـا..
ربما كان السبب نشأتنا في ظل ظروف حديثة لم يكتنفها حدث جلل يهزها ويحركها..
ووجــودنــا في أمــة تركت نفسها عرضة للأهــواء والتخبــط ....والعشـوائية ..
لكن هنـاك من من لم يرض لنفسه أن يكون تحت رحمــة الظروف مهما كانت قوتها ..
كم كان جميــلا أن أشـاهد من لم يقبــل بأن تهزمـه الظروف..
كم كان رائعاً أن أرى أنــاسا ينتمون إليّ - وليس مجرد قصص أسمعها- ينجحون ويخترقون بالعزائم ...حواجز الصمت ..والصبـر
كم كان شجياً..أن أرى تلك الفكرة التي شهدت ولادتها ..والطفلــةً التي لا تنفك تشاغب للوصول إلى مبتغاها ...ما أجمل أن أراها اليوم عروساً من أروع ما يمكن أن تكـــــون تستقبل مرحلــة جديدة وجميلة من حياتها..
كــم كنتـم أذكيــاء ..عندمـا أيقنتم أن الناس إن لم يستطيعوا الصعود إليكم ..فبإمكانم النزول والأخـذ بأيديهم والارتقـاء بهم ..


كـــــل عـام " أصدقـائي" وأنـتم أجمـــل ..وأقــوي !!



هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

الأخ العزيز/ احمد
مقالتك دي رائعة وشدتني جداص والله, وفيها شيء كتير أوي من الواقع اللي حنا فعلاً عايشينه, وأنا بتفق معاك في كل اللي إنت قولته عنهم, وفعلاً الشباب دول مثال رائع للي المفروض يكون عليه الشباب من جرأة وتحدي للواقع والتغلب عليه, يعني مش كل اللي يلاقي أدامه مشكلة يهرب على برة أو يقول البلد فيها وفيها, إتعب وإعمل كل الي تقدر عليه عشان تحقق فكرتك, بجد يا أحمد مقالة رائعة أهنيك عليها وأتمنى لك دائماً دوام التوفيق والنجاح.

أخوك/ محمد عبد الوهاب ( كوجي )

انتهيــت من القـــراءة ..استمع الآن !


بطـــل الحــــرب ...والســـــلام