الثلاثاء، ٦ نوفمبر ٢٠٠٧

بـــــــــــــلدهم ....!!بتتقــــدم بيــنـــــــــــــــا

لم أجـد بُــدّا - على الرغم من رغبتي في البعد عن أحاديث السياسة - في التطرق إلى ما جـاء في المؤتمر المنعقد للحزب الحاكم هــذه الأيــام..حيث أنها تلقي بظلالها هــذه المرة على عــدة جوانب ألمسها في أرجــاء الشوارع والطرق "وحواري" ومقاهي المحروسة ..وبل قد يكون السبب الرئيس أنني لم ألمس مثل هذه التوجهات في التخطيط من جانب القائمين على الحزب من قبل ..لست أعني توجهات نحو تحديث البنية التحتية للبلاد لصالح شبابه ومستقبلهم .... لكنني هنا أتحدث عن لغــة الخطاب ..فقلما "أو لنقل أنه لم يحدث من قبل"أن أعجبت بأحد خطابات الحزب .. و طرق طرحه لأفكاره الغــراء ..التي نعرف مسبقا بأنها" لم ولا ولن "تحدث ..ولسنا هنا من أجل مناقشة ذلك ولكن لأن توجهات الحزب الخطابية" باتت تجابه لغات الخطاب العالمية ..بعيدا عن كل ما تعودناه منهم ..وربما كان لتطبيق الــ"فكر جديد"أثره في هذا ..فالسادة القائمون ذوو طرق تعليم مختلفة ..واطلاع أكبر من سابقيهم - الذين أصبحت الرفوف مكانهم الطبيعي هذه الأيام-..ولأن الشباب الآن يستطيع التجول في عالم الاتصالات المحيطة به .وبعد أن تبدل الهواء من حولهم ..لتحل بدلا عنه" موجات كهرومغناطيسية "تصطدم بالأجساد والعقول ..وأصبحت تستحوذ على جُلّ اهتمام العديد من الشريحة الشبابية ..بات الانتقال من اللغة " المتعالية" القيادية ..إلى لغة " أخوية" هي أقرب إلى الاستجــداء منها إلى خطة عمل ..ونجحت فكرة رمي الكرة في ملعب الشباب ..حيث أن معظم الشباب أصبحت لديه كمية من اللامبالاة أرّقت الحزب إلى درجة أن يجعلها ضمن برنامجه الخططي ..وهنا استوقفتني خاطرة غريبة بعض الشيء ..فمنذ متى كانت الحكومة - ولست أخص بالذكر حكومتنا- تبذل الجهد في توعية الشباب بضرورة التحرك والعمل والبحث عن فرصة ..وهل وصل مدى الاحباط لدى الشباب لدرجة تلفت نظر الحكومة إلى وجوب التحرك ..؟؟!!وهنا تيقنت مدى خطورة الحالة ..فإلى وقت ليس ببعيد كان كل هم الحكومة أن يبتعد الناس عن" الكلام في السياسة "حسب التعبير السائد ..وكان الشغل الشاغل إلهاء الناس بالبحث عن لقمة العيش ..ووضعهم تحت طائلة الفســاد حتى بات كل ما حولنا فاسدا ..وكما يقول أحد الأصدقاء "إن الدولة تبحث عن طريقة تجعلك بها فاسدا حتى لا تتسنى لك الفرصة لمحاسبتهم "" وكما قيل " يا عزيزي ..كلنا لصوص" ..فمن أين أتى الشعور الحالي بوجوب التحرك نحو مخاطبة همم الشباب وعزيمتهم ..؟ ..منذ فترة وضعت أمام ناظري فكرة ألا أنظر للحكومة على أنها كائن هلامي يتحكم في مسار أمورنا ..ولكن من منظر آخر هم " مجــرد أشخاص وأفراد من صلب هذا الوطن ..وكِّــلوا بمناصب لأداء مهام لهم ..فشلوا فيها إما بغرض تحقيق مآرب شخصية ..أو لقلة حيلتهم في مثل هذه المواقف ..فهم أولا وآخرا أشخاص مثلهم كمثل أي موظف صغير فاسد ..وليس للسلطة أي فارق في المحاسبة من وجهة نظري الشعبية المتواضعة .. وهؤلاء "الأفــرادالكبـار" إما أنهم يخشون ألا يجدوا من يدافع لهم عن ملكياتهم الخاصة وصروحاتهم التي بنوها وتعودوا أن يجدوا من يسهر على حمايتها ..وبالطبع وسط هذا الخمول العام الذي ينتشر بين الشباب لن يستطيع القادة توفير الحماية الخاصة ..أو ربما أنهم يخافون أن تنقضي فترة " القط والفار" التي تعودوا عليها مع الشباب الذي صار لا يبالي بمن أتى ومن توّلى ..فبذلك لن يكون هناك طعم للحياة السياسية في ظل هذه الظروف ..وفي كلتا الحالتين رأى القائمون ضرورة الحركة السريعة حتى لا يخسروا جنودهم الذين يجب أن يبذلوا يوما من الأيام الغالي والنفيس ..للذود عن ممتلكات وثروات هـــــــذا الـــوطن ..وطن الحزب والقائمين على الحــــــــــزب
حتى لا نظل في مرحلة الهروب من " كيف يفكر شبابنا"؟..هـذه المقالة عصـارة أحاديث جانبية على مضض ..من قِبل شباب وتصوراتهم حول المؤتمر ..وليست سياسية بحتة . . .,

ليست هناك تعليقات:

انتهيــت من القـــراءة ..استمع الآن !


بطـــل الحــــرب ...والســـــلام